
سقوط حكومة بايرو يفتح باب المطالبة برحيل ماكرون في الشارع الفرنسي
تونس – اونيفار نيوز –تشهد فرنسا أزمة سياسية متصاعدة، إذ تكشف استطلاعات الرأي عن تحوّل واضح في التوجه العام يتجلّى في رفض واسع لتعيين رئيس وزراء اشتراكي، وتفاقم أزمة الثقة في الحكومة والرئيس إيمانويل ماكرون.
رئيس الوزراء فرانسوا بايرو قرر طلب تصويت ثقة في الجمعية الوطنية، خطوة وصفها أستاذ العلوم السياسية لوران بوفيه بأنها “انتحار سياسي”، معتبرًا أنها زادت من الاستقطاب السياسي وهددت بنقل البلاد إلى حالة انسداد طويلة. وأكد أن معالجة الأزمة تتطلب إصلاحات هيكلية لا مجرد حلول مالية.
بدوره، أشار الباحث جويل جوسيب إلى أن الرأي العام الفرنسي يعيش حالة نفور عميقة من الطبقة السياسية، ويرى أن تعيين شخصية اشتراكية لرئاسة الحكومة لن يلقى قبولًا، خصوصًا في ظل الانقسامات داخل اليسار. وأكد أن الفرنسيين يفضلون شخصيات تكنوقراطية أو مستقلة بدلًا من الأسماء الحزبية التقليدية.
وأظهرت استطلاعات، منها من “أيفوب” و”إيلاب”، أن الفرنسيين منقسمون بحدة سياسيًا، و39% لا يشعرون بالقرب من أي حزب. وفيما يخص حكومة بايرو، كشف استطلاع YouGov أن 60% يؤيدون سحب الثقة منها، مع دعم واسع من اليمين المتطرف واليسار.
لكن الأزمة تجاوزت الحكومة لتطال الرئيس ماكرون نفسه، إذ أظهر استطلاع أن 58% من الفرنسيين يرغبون باستقالة ماكرون إذا سقطت حكومة بايرو. وتشمل هذه النسبة 87% من مؤيدي التجمع الوطني، و57% من ناخبي اليسار، وحتى 48% من الجمهوريين، ما يشير إلى تصدع خطير في شرعية الرئيس نفسه.
أما خيار حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، فرغم طرحه كبديل، لم يحظَ سوى بتأييد 54%، مع تردد واضح في أوساط الناخبين.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، لا يملك الفرنسيون رؤية موحدة بشأن هوية رئيس الوزراء المقبل، إذ يفضل 30% شخصية من حزب التجمع الوطني، مقابل 15% فقط من الحزب الاشتراكي، فيما لم يحدد 29% موقفًا.