التلغراف: أدلة جديدة على تورّط حفتر والإمارات في تسليح “الدعم السريع”

تونس -اونيفار نيوز-كشفت صحيفة “التلغراف” البريطانية عن أدلة جديدة تؤكد تورط الإمارات واللواء المتقاعد خليفة حفتر في تسليح قوات الدعم السريع بالسودان، في وقت تواصل فيه أبو ظبي وحفتر نفيهما المتكرر لهذه الاتهامات. ووفق الصحيفة، فقد تم تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين عبر عقود عمل وهمية وُعدوا من خلالها بوظائف في منشآت نفطية وفنادق بالإمارات، لكنهم وجدوا أنفسهم لاحقًا في معسكرات تدريب بليبيا قبل أن يُنقلوا إلى جبهات القتال في دارفور.

التقرير أشار إلى أن جثث أكثر من عشرين كولومبيًا لا تزال في مشرحة سودانية دون أن يُطالب بها أحد، فيما قدرت السلطات عدد المرتزقة الذين جرى استقدامهم بين 350 و380 شخصًا. كثيرون منهم كانوا يعتقدون أنهم التحقوا بوظائف أمنية عادية، لكنهم اكتشفوا أنهم في قلب حرب شرسة، يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع في معارك ضارية مثل تلك الدائرة في الفاشر.

وتحدثت الصحيفة عن تورط شركات أمنية إماراتية، بينها GSSG و A4SI، في هذه العمليات، حيث جرى تجنيد المرتزقة تحت غطاء “خدمات حماية”، بينما نُقلوا سرًا إلى معسكرات الدعم السريع. كما أكدت صور أقمار صناعية ومقاطع فيديو عمليات نقل أسلحة ومعدات عسكرية من ليبيا إلى السودان، استُخدمت في هجمات على أهداف مدنية منها مخيم زمزم للنازحين. وقد اتهم الجيش السوداني الإمارات وحفتر بدعم الدعم السريع بشكل مباشر عبر تزويده بطائرات مسيرة ومركبات عسكرية.

العروض المالية كانت مغرية؛ إذ وُعد المجندون برواتب تصل إلى 2600 دولار شهريًا، مع توفير السكن وتذاكر السفر، لكن بمجرد وصولهم إلى أبو ظبي صودرت هواتفهم وجوازات سفرهم وأُجبروا على توقيع اتفاقيات عدم إفصاح، قبل أن يُنقلوا إلى بنغازي ومنها عبر الصحراء إلى دارفور. آخرون عبروا من مدينة بوساسو في الصومال، غير أن الوجهة النهائية كانت دائمًا معسكرات قوات الدعم السريع.

هذه التطورات تعكس حجم التدخلات الأجنبية في النزاع السوداني، حيث تحوّل البلد إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، في وقت تطالب فيه الخرطوم بتصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية ومحاسبة الأطراف التي تمدها بالسلاح والمال.

زر الذهاب إلى الأعلى