باسكال بونيفاس:  الملاعب توفر فضاء حريةيصعب مراقبته…

 

 تونس -أونيفار نيوز-ساعتان من ” التبادل ” الفكري وفرھما المركز الثقافي الفرنسي البارحة لرواده مع ” باسكال بونيفاس ” الذي يعتبر من أبرز المختصين في قراءة ” ظاھرة الرياضة ” في العصر الحديث علاوة على جھوده في تطوير الفكر الاستراتيجي. 

مكانة ” باسكال بونيفاس ” تأكدت في الحضور المكثف لھذا اللقاء الذي يندرج ضمن زيارة قصيرة لتونس تتضمن ثلاثة لقاءات مع المثقفين و الطلبة، علما و انه قد سبق لھ زيارة تونس في مناسبات سابقة. 

اللقاء مع مدير و مؤسس معھد الدراسات الإستراتيجية بباريس اتخذ، في البداية، شكل حوار مع راوية خذر و انطلق من السؤال عن مكانة ” ظاھرة الرياضة ” في العصر الحديث و ھنا أشار ” باسكال بونيفاس “إلى أنه من المھم الإشارة إلى أن الرياضة تحولت إلى مجال لاستعراض “قوة و تقدم الأمم و الجماعات ” و ھي أيضا ” مجال و ميدان مواجھة ” . 

الرياضة نشاط لا يخلو من ” تجاذب و ازدواجية ” فھي “ابراز رمزي للقوة ” و أيضا ” أداة سلام “. و أكد ” باسكال بونيفاس ” على ان القرن العشرين ھو ” قرن عولمة الرياضة “”و أن وسائل الاعلام ثم ادوات التواصل الاجتماعي إلى جانب تكرس الدولة/الأمة كانت وراء تحول الرياضة إلى أداة من أدوات ” العولمة الناعمة ” التي وقع تقبلھا بسھولة على خلاف العولمة السياسية و الاقتصادية التي تواجه تصديا و رفضا لھا.

انتشار الرياضة، دون مقاومة، ارجعھ ” باسكال بونيفاس” إلى أن الرياضة تقوم على مباديء ” الانخراط و المشاركة و الاغراء و الاقناع ” في حين تبرز في العولمة السياسية و الاقتصادية مظاھر ” الاكراه و القوة و التعسف “، و الانخراط في تبني الرياضة يقوم على الادراك و التمثل أكثر مما يستند إلى الواقع الموضوعي و ھو ما جعله ينتقل في السنوات الأخيرة من ” ظاھرة اجتماعية كلية ” إلى ” ظاھرة كونية كلية ” و يبدو ان وراء ذلك سببان على الأقل و ھما حسب ” باسكال بونيفاس ” دور وسائل الإعلام و خاصة البث التلفزي المباشر و ما أسماھ ” ديمقراطية الرياضة ” .

ذلك أن البث المباشر للتظاھرات الرياضية الكبرى يوجد حالة من ” التجانس الكوني الوقتي” إذ يتابع كل العالم الحدث و يقع تجاوز اختلاف التوقيت و تباين الثقافات و كل الحواجز الموضوعية دون حاجة إلى أن ينتقل الجميع إلى المكان الذي يحتضن التظاھرة أو ان تكون لھم “مصلحة مباشرة ” فيه.

و لم يفت ” باسكال بونيفاس ” الإشارة إلى أمرين و ھما أن الرياضة ھي أيضا ” قوسان للمتعة ” في وجود علاقات اجتماعية و دولية ملأى بالصراعات و التناقضات و ھو ما يعني ان دورھا محدود في ” تلطيف الواقع ” و ان ذلك يحيل إلى ” الدور الاحتجاجي ” للرياضة و ھو ما يبرز في عدة مناسبات و محطات ذكر من بينھا تحول ملعب ” كامب نيو ” في برشلونة إلى فضاء تنفيس ثم معارضة ضد ديكتاتورية فرانكو و دور الملاعب في انتفاضة الشعب المصري ضد نظام حسني مبارك،؛ھناك فضاء حرية يوفر الميدان و الملعب يبقى في أغلب الأحيان عصيا عن المراقبة الكلية.

زر الذهاب إلى الأعلى