قطر-اسرائيل-أمريكا: ھل انتھى دور الدوحة….؟؟؟!!!!

تونس -أونيفار نيوز-رسائل عديدة حملھا قصف الطائرات الإسرائيلية البارحة لمقر اجتماع قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

كان في الأمر تأكيد من تل أبيب على مواصلة الحرب ضد حماس و العمل على القضاء بشكل كامل على وجودھا السياسي و العسكري . ھدف يعتبره نتنياھو قريب التحقق و لا يبدو أن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تختلف فيھ معه.

ھناك ، و لا شك، رسائل موجھة مباشرة إلى الدوحة و إلى القصر الأميري تحديدا . ذلك أن الدوحة لم تكن قبل منتصف تسعينيات القرن الماضي أكثر من دولة/ مدينة خليجية تحكمھا عائلة مالكة و تسبح فوق بحور من النفط و خاصة الغاز و تحتضن قوات عسكرية أمريكية . في منتصف تسعينيات القرن الماضي شاءت الحسابات الأطلسية-الأمريكية أن تحول ھذھ الدولة/ المدينة إلى دولة/ مدينة / قناة فضائية من خلال إطلاق قناة ” الجزيرة ” التي كان تمويلھا قطريا و عقلھا المدبر بريطانيا .

قناة ركزت على أمرين أساسيين و ” غير مسبوقين ” في الإعلام العربي و ھما الترويج للاسلام السياسي و توفير مجال للشخصيات الإسرائيلية و للرؤية الصھيونية للدخول للبيوت العربية .

اقتضى التركيز على الھدفين استھداف أنظمة عربية وازنة سواء من الناحية الرمزية أو السياسية في تونس و القاھرة و دمشق . كان واضحا أن الدوحة قد تحولت إلى لاعب و ممول و مروج لأمر اتضحت ملامحه تدريجيا و ھو وصول حركات الاسلام السياسي إلى الحكم في عدد من الدول العربية من أھمھا تونس و مصر و سوريا. أنفقت الدوحة بسخاء على ھذا المشروع الذي سمي ” الربيع العربي ” و وقع لقاء ذلك تضخيم دورھا و النفخ فيه إلى حد تمكينھا من استضافة الحدث الكوني الأبرز و ھو نھائيات كأس العالم لكرة القدم.

في الأثناء جرت مياه كثيرة في النھر أدت إلى بداية تراجع الدور القطري خاصة مع القضاء على نظام البعث السوري و المواجھة العسكرية ” التكتيكية ” التي وقعت في الأشھر الماضية بين طھران و تل أبيب.

يعلم الجميع أن قطر أنفقت الكثير من أجل الإطاحة ببشار الأسد. و لكن رحيله تزامن مع استبعادھا من التأثير في مجريات الأحداث في دمشق و ھو ما يمثل مكافأة عكسية . خلال المواجھة ” التكتيكية ” بين طھران و تل أبيب وقع استھداف الدوحة و ھو ما يمثل رسالة إيرانية حول عدم الارتياح للدور السياسي القطري .

عدم ارتياح تحول في القصف الاسرائيلي البارحة إلى رسالة نھاية دور خاصة و ان حركات الاسلام السياسي قد خرجت من معادلة التأثير في مجريات الأحداث و أن خارطة طريق دونالد ترامب تختلف عن خرائط سابقيخ ھذا دون أن ننسى أن قناة الجزيرة قد خفت بريقھا و انكشفت خفايا دورھا علاوة على ان موجة الفضائيات قد انحسرت لفائدة مواقع و شبكات التواصل الاجتماعي. يبدو أن قطر ستعود إلى دورھا كامارة خليجية تتولى بعض الأدوار الصغيرة خاصة في سوق الغاز و النفط دون أن تتجاوز ذلك إلى التطلع لادوار اقليمية و دولية بعد أن ساھمت في ” اللعبة الكبرى ” ، لعبة الربيع العربي، التي زادت في ارھاق العرب و نالت لقاء ذلك ” مكافآت ” يصعب أن تتكرر من أبرزھا كأس العالم لكرة القدم

زر الذهاب إلى الأعلى