ماكرون في عين العاصفة….

تونسأونيفار نيوز– بعد حجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو، الرئيس ماكرون مجدداً في قلب الأزمة،والأنظار تتجه إلى الإليزيه حيث يواجه الرئيس تحدي اختيار الطريق الأنسب للخروج من المأزق، وسط انقسامات حزبية وأوضاع اقتصادية واجتماعية خانقة.

كل الشواهد تؤكد ان الخيارات امام ماكرون احلاها مر .
فأما ان يعين رئيس وزراء جديد من الفضاء الوسطـي الذي يضم حزبه “النهضة”، وحزب “موديم”، وحزب “آفاق”، مع إمكانية استقطاب حزب “الجمهوريين” لكنه يبقى خيارا محفوفا بالمخاطر بعد فشل تجربتي بارنييه وبايرو، ما يجعل أي محاولة ثالثة مغامرة غير مضمونة.
او ان يختار تشكيل حكومة أوسع تضم أطرافاً من اليسار المعتدل واليمين التقليدي، على شاكلة حكومة وحدة وطنية.بكل ما يفرضه هذا الخيار من تنازلات بقطع النظر عن اهميته في تحقيق استقرار نسبي .

الإحتمال الاقرب كما يراه المحللين هو الجمعية الوطنية والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة وهو خياراً قائماً، لكنه الأكثر خطورة، لأن النتائج قد تأتي ببرلمان معارض بشدة، خصوصاً مع تنامي شعبية اليمين المتطرف بزعامة لوبان واليسار الراديكالي بقيادة ميلونشون. لذلك يستعمل ماكرون هذه الورقة أكثر كأداة ضغط وليس كخيار مفضل في الوقت الراهن.

وتبقى الوضعية الأخطر هي صورة تعذّر أي توافق فقد يجد الرئيس نفسه مضطراً للإبقاء على حكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة، وهو ما يضع فرنسا في حالة شلل سياسي مؤقت بانتظار تسوية جديدة.
وبين هذه السيناريوهات جميعاً، يظل ماكرون محكوماً بقدرة محدودة على المناورة، فيما يترقب الفرنسيون كيف سيوازن بين الحفاظ على توجهه الاقتصادي واحتواء موجة الغضب الشعبي المتصاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى