من” التظاھر بمنع سقوط الدولة التونسية ” إلى ” نفي التدخل في شؤونھا”…تغير لافت في مواقف تبون

تونس -أونيفار نيوز-حرص الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام المحلية على التأكيد على أن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لتونس و على الإشارة إلى أن ” خير تونس سابق ” في الوقوف إلى جانب الجزائر.

إشارات عبد المجيد تبون لا يمكن اعتبارھا ” عفوية ” أو ” عابرة ” خاصة و أن ” اللقاء الدوري مع وسائل الإعلام المحلية ” ليس إلا مناسبة يقع إعدادها جيدا حتى يقول الرئيس ما يرغب في قوله لا أن يجيب عن تساؤلات منبعھا تفكير الصحفيين علاوة على أنه لا يمكن عزل الظھور الأخير للرئيس الجزائري عن وضعھ الحالي و ما يواجھھ من ضغوط داخلية وخارجية تطال شخصه و أيضا النظام الجزائري .

من المفيد الإشارة ھنا إلى أن العلاقة بين تونس و الجزائر تحولت ، في السنتين الأخيرتين خاصة ، إلى مدعاة جدل و تحفظات على المستوى الدولي و الإقليمي و حتى داخل الجزائر ذاتھا و في الدوائر المحيطة بالنظام الجزائري.

ھذه التحفظات تغذت من وقائع من أبرزھا ” فرض ” حضور ممثل البوليزاريو في قمة ” تيكاد” التي احتضنتھا تونس في جويلية 2023 و الحضور الجزائري اللافت في تونس في عدة مجالات و أيضا ” تطابق ” مواقف تونس و الجزائر في عدد من الملفات و خاصة تصريحات و تحركات لعبد المجيد تبون كان حريصا فيھا على الإشارة إلى جھوده لما اسماه ” منع الدولة التونسية من الانھيار “. واضح أن ” التحول اللفظي ” للرئيس الجزائري يحمل رسائل مشفرة سيعمل المعنيون بھا على تفكيكھا و لكنه يصعب أن يقنع المتابعين عن قرب لمواقف النظام الجزائري من تونس. فعلا ” خير تونس سابق ” كما أشار عبد المجيد تبون خاصة في مرحلة نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. ذلك أن ما قام به التونسيون يبقى محل اعتراف من قطاعات واسعة من الشعب الجزائري و لكن ” الأجهزة الجزائرية ” لم تنظر إطلاقا للأمر بھذه الكيفية بل حرصت على الترويج لخطاب “الأفضلية ” الجزائرية على تونس و أيضا على التدخل بشكل سلبي في الشأن التونسي و يكفي أن نذكر ھنا بالدور الجزائري في ھجوم ميليشيات على قفصة سنة 1981 و ھو الھجوم الذي وضع الدولة التونسية في خطر كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى